satin

أحب الأغاني القديمة لعدة أسباب

منها, خلو التسجيل من التعديل الإلكتروني على الموسيقى أو على صوت المطرب . فالصوت في التسجيلات القديمة و إن شابه ما شابه من خشخشة فهو صوت أداءٍ طبيعي جميل يسجل لحقبة مضت دون أي تلفيق و خداع , و تصل العفوية في الأداء و الطبيعية إلى أن يخطأ المطرب ببعض كلمات الأغنية فلا يعيدها بل يرتجل عليها أبياتاً أو يكمل له الرديدة

و لهذا السبب أستمع إلى الجلسات و الحفلات الخاصة , فهي عفوية طبيعية لا تسجل إلا مرة واحدة , فتستمع إلى جميل الأداء المتميز بدون تعديل و تلفيق إلكتروني

و أحد مميزات هذه الخاصية , هو أن التسجيلات الحديثة تعتمد على التركيب, فيأتي عازف الكمان ليعزف قطعته و يلحقه عازف العود و من ثم الإيقاعات .. و يتم التركيب ليأتي المطرب في النهاية لكي يسجل صوته . بينما لو جمعنا الكل في مكان واحدٍ للأداء فسوف تتكون قطعة متحدة يجمع بين العازفين و المطرب و الرديدة جو موسيقي مشترك , فيكون حينها الإرتجالات العبقرية و الأداء المتفاعل مع الموسيقى و العكس

و منها , أن ما يصل إلينا من التسجيلات القديمة يمثل نخبة النخبة كما هو الحال مع أشعار العرب القديمة . فالتسجيلات في تلك الفترة و إن كانت متوفرة إلا أنها لم تنتشر إلا لبعض المتميزين . و أما الأدعياء فقد ضاعت تسجيلاتهم و أسطواناتهم فلم يحفظها السميعة و لم تبقى للأجيال المتأخرة لكي يسمعوها . فلم يبق إذاً إلى النادر المتميز. و يجب الإستثناء إذ ضاع الكثير من المتميز و لكن ذلك لم يكن إلا لعدم تقدير قيمة الحفظ , أو لعدم إنتشار ذلك المطرب كمطرب أهل طبقة معينة غنية يحافظون على تسجيلاته و يوثقون له . فالبعض كان متميزاً و لم يصل إلى آذان أهل المغنى من الأغنياء سوى متأخراً في حياتهم فلم يحفظ لهم الكثير

يسأل - يسألون - يتسائلون

سألني الكثيرون عن إصراري -رغم تذمري الدائم - على البقاء في ذلك المكان التعيس إلى أن يأتي الفرج .سألني الكثيرون و هم يعلمون و أنا أعلم كذلك بأن تركي للمكان أمر هين و بسيط . و لكن الأمر ببساطة هو كوني علمت بأن تعاستي مرتبطة بأسباب عديدة خارجية و داخلية .. أي نفسية معنوية و أخرى مادية صرفة متعلقة بالظروف المحيطة

فأما المادية فمصيرها التغيير و أما النفسية فلن تتغير إلا بإمتحان النفس و إمتهان كرامتها المصطنعة . فأين المفر من ما يعتل نفس الإنسان من خبيث الصفات و العلل ؟

فآثرت أن أبقى , و لا أترك الميدان هارباً . فآثرت أن أبقى حتى يعربد سيفك -يا نرجسُ- بدمائي ؛ حتى تكسر مثقّف رمحك في صدرٍ أبرده الخوف و الجبن عن مواجهتك ...فإن تراني صريعاً قد مزق أوصالي جميل معروفك في , فلا تنحني لي حزناً (و ما كنت فاعلاً). تسجد لك أوصالي و دمائي - أقاتلي يا خير قاتل

يموت على يدك الجبانُ محزوز الرأس - و يبعثُ أنتَ .. و يبعثُ أنتَ

Billie Holiday
(1915 - 1959)

You've changed

That sparkle in your eyes is gone
Your smile is just a careless yawn
You're breaking my heart

You've changed

p.s. this is not a dedication.. nor it is a statement about my current mood.. I just love the song